هل يجوز شرعاً العلاج من السحر إن وجد على أيدي غير المسلمين وبغير كتاب الله (قساوسة أو رهبان ) وما هي أعراض السحر كي نتأكد؟.
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
أعراض السحر والمس والعين متشابهة ، وربما يتميز السحر بما يلي :
1 - ضيق شديد عند دخول المنزل ، ولا يحصل هذا في غيره .
2 - بكاء لا إرادي ، دون سبب ، أو ضحك .
3 - مغص شديد وآلام في البطن غير عضوية ويحصل أحياناً التقيؤ .
4 - كراهية الذكر والعبادة .
5 - كراهية شديدة للزوج دون سبب .
6 - رؤية أحد الزوجين للآخر على شكل قبيح خلاف الواقع .
7 - محبة شديدة للزوجة من قبل الزوج حتى يصبح هو نتيجة لذلك كالأداة في يدها .
8 - التأثر من آيات السحر أكثر من غيرها وبصورة واضحة .
انتهى نقلاً عن "المنهج الربّاني في علاج السحر والعين والمس الشيطاني" لعبد الفتاح
عبد الغني الهمص.
وسبق في جواب السؤال رقم (125543)
ذكر أعراض المس والعين .
ثانياً:
يشترط في الراقي أن يكون مسلماً صالحاً سليم المعتقد ، ولا يجوز أخذ الرقية على يد
كافر أو مبتدع ، لأنه لا يؤمن استعمالهما للسحر ، واتصالهما بالشياطين . ولا يجوز
الذهاب للكنيسة أو الرجوع للقساوسة والرهبان لفك السحر ؛ لما ذكرنا ، وقد ثبت أنهم
يستخدمون السحر ويسلطون الجان في بعض البلدان لأذية المسلمين أولاً ، ثم استدراجهم
للذهاب إلى كنائسهم للعلاج منه .
وقد ذكر أهل العلم أنه يشترط في الرقية أن تكون بكلام مفهوم خال من الشرك أو
الاستعانة بالشياطين وذكر أسمائهم ، فلا تجوز الرقية بالتمتمة والكلام غير المفهوم
، أو بما اشتمل على دعاء عيسى عليه السلام أو مريم ، فإن ذلك من الشرك الأكبر .
وقد رخص بعض أهل العلم في رقية الكتابي للمسلم إذا رقاه بذكر الله أو بما في كتابهم
مما لا شرك فيه .
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله : " وقال الربيع : سألت الشافعي عن الرقية
فقال لا بأس أن يرقى بكتاب الله وما يعرف من ذكر الله . قلت : أيرقى أهل الكتاب
المسلمين ؟ قال : نعم ، إذا رقوا بما يعرف من كتاب الله وبذكر الله . انتهى . وفي
الموطأ أن أبا بكر قال لليهودية التي كانت ترقي عائشة : ارقيها بكتاب الله " .
وقال : "وقال المازري اختُلف في استرقاء أهل الكتاب فأجازها قوم وكرهها مالك لئلا
يكون مما بدلوه" انتهى من "فتح الباري" (10/ 197) .
وقال الدكتور على بن نفيع
العلياني : " وفى قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه: (ارقيها بكتاب الله) ، يعني
ارقيها بكتاب الله بما في التوراة. وفى هذا دلالة على أن اليهود إنما يغيرون
الأحكام والعقائد ، وأما الرقى ، فإنهم لم يغيروها حفاظاً على فائدتها. فإنها إذا
غيرت لا تنفع، هذا الذي يظهر، والله أعلم. وإلا لو كانت مما دخله التحريف لما أمنها
أبو بكر الصديق على الرقية " انتهى من "الرقى على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة" ص/
8
وهذا يختلف عما يحدث اليوم من الذهاب إلى الكنيسة ، وكلام القسيس بكلام غير مفهوم ،
واستعانته بعيسى ومريم ، فإن الذهاب إلى هؤلاء محرم ولا شك.
وينظر جواب السؤال رقم (13792)
ورقم (7874) ورقم (11290)
.
ولا ينبغي أن يشغل الإنسان نفسه بما يمر به هل هو سحر أو مس أو عين ، بل إن أحس
بشيء من هذه الأعراض بادر للرقية ، ففي ذلك الخير إن شاء الله .
ويمكنك الاستفادة من موقع الشيخ عبد الله السدحان حفظه الله :
http://www.shefaa.net/forum/forumdisplay.php?f=4والله أعلم .