السؤال : ما زلت أبحث كثيراً عن الرقية و وجدت طرق
كثيرة للرقية من السحر . و مع ذلك فأنا أخشى الوقوع في الشرك فأنا لا أدري
عل ينبغي علي الوثوق بالمواقع على الانترنت
ثانياً : أنا غير متأكدة من معنى الرقية ، ولكني أعتقد أنها دعاء يقال
لإزالة السحر أو مس الجن أو الوقاية من عين الحسود .. ففي أحد المواقع
قالو أنه يجب علي قراءة بعض السور من القرآن الكريم و أطلب العون من الله
سبحانه و تعالى ، وهذا جيد لأننا يجب أن نطلب العون من الله وحده . و كذلك
قالو إنه يجب علي أن أصلي الصلاة الإبراهيمية على النبي صلى الله عليه
وسلم ، والتي أنا غير متأكدة من صحة ذلك .
أرجو المساعدة ، فهل يجوز قرأة ذه الصلوات أثناء الرقية أم أن ذلك من
الشرك ؟
جزاكم الله خيراً
الحمد لله
الرقية من السحر والعين والأوجاع والأمراض ، جائزة مشروعة إذا كانت من القرآن
والسنة ، أو كانت من الأدعية والكلمات التي لا شرك فيها ولا بدعة ؛ لما روى مسلم
(5862) عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا
نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى فِي
ذَلِكَ فَقَالَ : ( اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ ، لاَ بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ
يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ ) .
فمن القرآن الكريم : قراءة الفاتحة ، والمعوذات ، وآية الكرسي ، والآيات التي يذكر
فيها السحر وإبطاله ، كما في سورة الأعراف ويونس وطه ، وقد سبق بيان هذه الآيات في
جواب السؤال رقم (12918)
ومن الأدعية الواردة في السنة :
اللهم رب الناس ، أذهب البأس اشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر
سقماً ) ( ثلاث مرات ).
بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، بسم الله
أرقيك .
بسم الله ثلاثاً ، ثم يقول سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر.
أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة .
فهذه أدعية ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يقرؤها المريض أو المصاب بالسحر أو
العين ، ويجوز أن يقرأها على ماء ، ويشرب من هذا الماء أو يغتسل .
والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة مستحبة قبل الدعاء وبعده ، وهي من
أسباب قبول الدعاء ، وسواء كان الدعاء دعاء رقية أو غير ذلك ؛ لقول قال النبي صلى
الله عليه وسلم : ( كل دعاء محجوب حتى تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ) رواه
الطبراني في "الأوسط" (1/220) ، وصححه الشيخ الألباني في "صحيح الجامع" (4399) .
ولما روى الترمذي (3476) عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ :
بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ إِذْ دَخَلَ
رَجُلٌ فَصَلَّى فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي ، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجِلْتَ أَيُّهَا الْمُصَلِّي ،
إِذَا صَلَّيْتَ فَقَعَدْتَ فَاحْمَدْ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، وَصَلِّ
عَلَيَّ ، ثُمَّ ادْعُهُ ) وفي رواية له (3477) : ( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ
فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ثُمَّ لْيُصَلِّ عَلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ )
. قَالَ : ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى
عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَيُّهَا الْمُصَلِّي ، ادْعُ تُجَبْ ) صححه
الألباني في "صحيح الترمذي" (2765 ، 2767).
فإذا شرعت في الرقية والدعاء فابدئي بحمد الله تعالى والثناء عليه ، ثم الصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قراءة آيات وأدعية الرقية ، ثم اختمي بالصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم ، ففي ذلك الخير العظيم إن شاء الله .
وأفضل صيغة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي الصلاة الإبراهيمية التي
تقال في جلوس التشهد في الصلاة ، ولو صلى الإنسان بصيغة أخرى مختصرة ، كقوله :
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، فلا بأس .
والله أعلم .