كشفت دراسة جديدة أن الإفراط في المشروبات الغازية أو عصائر الفاكهة المحلاة يغير التمثيل الغذائي (الاستقلاب) للجسم، وبالتالي تستخدم العضلات السكر من أجل الطاقة بدلا من حرق الدهون.
ويقول العلماء إن هذا التأثير طويل الأجل مما يجعل الغرامات أصعب في التحول، ويزيد مستويات سكر الدم التي تزيد بدورها خطر الإصابة بأمراض مثل السكري من النمط 2.
وقال الدكتور هانز بيتر كوبيس، الذي قاد البحث في جامعة بانغور بشمال ويلز البريطانية، إن نتائج الدراسة تعطي تحذيرا شديدا ضد الاستهلاك الروتيني للمشروبات السكرية.
وأضاف أن "تناول السكر بانتظام لا يغير فقط استقلاب الجسم بحدة بل يبدو في الواقع أن عضلاتنا تتمكن من الإحساس بالسكريات وتجعل عملية الاستقلاب غير فعالة أكثر، ليس فقط في الوقت الحاضر ولكن في المستقبل كذلك. وهذا سيؤدي إلى انخفاض القدرة على حرق الدهون وزيادتها ثانية. وعلاوة على ذلك سيكون الأمر أصعب على أجسامنا للتعامل مع الارتفاعات في نسبة سكر الدم".
وقال كوبيس إنه عندما تكون هناك حاجة إلى المرطبات ينبغي على الناس أن يشربوا الماء بدلا من ذلك.
وقد وجد الباحثون أن خلايا عضلات المتطوعين حددت واستجابت لنظام غذائي سكري محولة طريقة استخدام هذا الوقود. وهذا الأمر خلق عدم كفاءة في التمثيل الغذائي عند الرجال والنساء الأقل نشاطا الذين كانوا يتناولون المشروبات الغازية بانتظام لمدة أربعة أسابيع.
وأضاف كوبيس "الواضح هو أن أجسامنا تتكيف مع الاستهلاك المنتظم للمشروبات الغازية وتُعد نفسها للنظام الغذائي المستقبلي بتغيير استقلاب العضلة عن طريق نشاط جيني معدل مما يشجع عمليات تكيف غير صحية مماثلة لتلك المشاهدة في الأشخاص الذين لديهم مشاكل بدانة ويعانون من السكري من النمط 2".
ويشار إلى أنه في الدراسة استبدل 11 شخصا في العشرينيات من العمر وجباتهم الغذائية بمشروبات غازية سكرية لمدة شهر. وتم اختبار دمائهم وأنسجتهم العضلية وكذلك كل عملية التمثيل الغذائي وتركيبة أجسامهم قبل الدراسة وبعدها.
كما أُجري تحليل للجينات والبروتينات المهمة لاستقلاب الدهن والسكر وتم تقييم سكر الدم والدهون.
وقال الدكتور كوبيس "ما وجدناه هو أنه ليس السكر في حد ذاته هو الذي يزيد الوزن ولكن الطريقة التي يجعل بها الجسم يخزن المزيد. وهذا من شأنه أن يكون له علاقة بكل أنواع المشروبات الغازية التي بها تركيز عال من السكر ومنها عصائر الفاكهة".
وأضاف "الدراسة كانت محدودة لأن من الصعب العثور على شباب لم يسبق لهم عدم التعرض لكثير من المشروبات الغازية ومستعدين للخضوع لفحص الأنسجة العضلية. لكننا نأمل أن نقوم بإجراء دراسة أوسع مع المزيد من المشاركين على فترة أطول".