تنتشر تقنية تحويل النقود عبر الهاتف المحمول في الدول النامية عموما، لكن بعض الشركات المتخصصة في تقنية المعلومات تحاول الآن نشر تقنية حديثة في أوروبا يستخدم فيها الهاتف المحمول للدفع وتحويل النقود، ويتوقع انتشارها على مستوى العالم بحلول العام 2015.
ويعكف خبراء التسويق منذ فترة طويلة على دراسة استخدام أجهزة الهاتف المحمول كوسيلة لتحويل النقود، وهي صناعة مزدهرة بشدة، ففي عام 2010 تم تحويل قرابة 50 مليار دولار على مستوى العالم عبر الهواتف المحمولة، وتجاوز هذا الرقم الضعف خلال العام الفائت.
ويتوقع بعض الخبراء الأميركيين ارتفاع هذا الرقم كثيرا خلال العام الجاري ليصل إلى 170 مليار دولار.
ورغم وجود تقنيات مختلفة لتحويل النقود، فإن التحويل عبر الرسائل النصية القصيرة هو الأكثر انتشاراً، إذ تنتشر هذه التقنية في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا حيث يصعب الوصول أحيانا إلى المصارف, وتعد كينيا والفلبين من أكثر الدول استخداما لها.
وقد يختلف الأمر في أوروبا وأميركا الشمالية نظراً لشيوع استخدام بطاقات الائتمان والتحويل عبر الإنترنت، لكن تقنية حديثة تحمل اسم "التواصل قريب المدى" (أن.أف.سي) قد تنجح في إقناع المشككين في جدوى التحويل عبر الهواتف المحمولة.
وتخطط شركة "دويتشه تيليكوم" الألمانية للاتصالات بالتعاون مع شركة "ماستركارد" لبطاقات الائتمان، لإدخال هذه التقنية إلى أوروبا، وذلك بعدما نشرتها كل من غوغل ومايكروسوفت على نطاق واسع عبر الأطلسي.
وتعد التقنية الجديدة أسهل من التحويل عبر الرسائل النصية القصيرة، حيث يخزن الهاتف المحمول جميع البيانات البنكية التي كان المستخدم يحتاج إلى بطاقات ذاكرة مختلفة لها، ويطلق على هذه الخاصية اسم "الحافظة النقالة".
وبهذه الخاصية، يقوم المستخدم بإدخال رقم سري واختيار الحساب الذي يرغب في استخدامه للدفع، ثم يمرر الهاتف المحمول على جهاز قارئ لباركود الليزر، فيخصم المبلغ من الحساب الخاص بالمستخدم إذا كان أقل من 25 يورو، أما المبالغ الأكبر فتتطلب من المستخدم إدخال رقم ثان كإجراء أمني.
التقنية الجديدة ثبت أمانها بعد التجربة
لعدة شهور (الألمانية)
الأمان
ويستبعد الخبير بشركة دويتشه تيليكوم بيتر فيسكو إمكانية حدوث سرقة عبر هذه التقنية، إذ في حال ضياع الهاتف المحمول لا يتعين على المستخدم حجب كافة حساباته البنكية، بل يكفي الاتصال بالشركة لإيقاف العمل بكافة البطاقات المسجلة.
وخلال الأشهر الماضية، لم ترصد شركة السكك الحديدية الألمانية أي جوانب سلبية لهذه التقنية التي استخدمتها، وهو نفس الأمر الذي حدث مع شبكة مصارف "شبار كاسه".
كما أدخلت شركة "ماستركارد" قبل عدة أشهر أول جهاز قارئ للتقنية في ألمانيا، وبدأت التجربة في عدة محطات للوقود، ثم امتدت إلى سلسلة مطاعم، وأخيراً في فروع محلات التجزئة.
ويقول الصحفي المتخصص بالتقنية فولكر بريغلب إن انتشار هذه التقنية يحتاج إلى بعض الوقت، فالمستهلك لا يرى الآن ضرورة لشراء هاتف محمول يوفر هذه الخدمة إن لم يكن مضطرا، كما لن تنتج الشركات هواتف محمولة توفرها ما لم يحدث الطلب الكافي، وتتوقع شركة "غارتنر" لأبحاث التسويق ازدهار هذه التقنية على مستوى العالم بحلول العام 2015.
وللمساعدة في نشرها، تقدم شركة "دويتشه تيليكوم" الوحدة الخاصة بتخزين المعلومات كجزء إضافي مع الهواتف المحمولة، مما يتيح للمستخدم وضعه بسهولة في حافظة النقود أو تعليقه مع المفاتيح.