الحمد
لله الذي يعود على عباده بالمغفرة وينتهي اليهم بالرحمة يقبل اليسير ويعفو
عن الكثير وصلى الله على المصطفى من خلقه والمودع في سر عرشه محمد وآله
الهداة الميامين البررة ..
حينما نقرأ القرآن يتبادر الى الاذهان ان هناك ثم داعي يدعو الانسان
للقرآءة . ففي كتاب الله امر بالقرآءة وحيثية للقراءة , فالله يريد منا ان
نقرأ اولاً (اقرأ) وهي القرائة السردية ويتوجه الينا بالخطاب ثانيةً (اقرأ باسم ربك الذي خلق) وهي قراءة التفكر والتدبر ( افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها) ونستطيع ان نعبر عن القرآءة الاولى بقرآءة العين والثانية بقرآءة القلب .
اذكر هذه القصة للعبرة وحدثت مع احد اهل المكاشفات العرفانية فيقول هذا
العبد الذي لا يحضرني اسمه , انه ذهب الى الحج في احدى السنين فيقول رأيت
نفسي ولم ارى الكعبة ولم ارى الله ويقصد انه ذهل بغربته وانشغل بنفسه في
حجه , ثم قال حججت في السنة الاخرى فلم أرى نفسي ورأيت الكعبة وكأني اراها
للمرة الاولى , ثم حججت في سنة اخرى فلم أرى نفسي ولم أرى الكعبة ولكني
رأيت الله وهو غاية المطلب .
والعبرة من ذلك ان الانسان في قراءته الاولى ليس كما في قراءته الثانية وليس كما في قراءته الثالثة الخ ..........
فيا ترى عرفنا المستوى الاول للقراءة والمستوى الثاني فهل توجد مستويات أخرى للقرآءة ؟
الجواب نعم ففي سورة أقرأ نجد المستوى الثالث وهو من اهم المستويات على الصعيد المعرفي للقرآن وهو (اقرأ وربك الاكرم ) وهي
النظرة الخاصة التي يجب ان يقرأ القرآن بها وهي غير اللهجة القديمة التي
امرنا بها فهو يناشد هنا بالمعارف الكبرى مثل القلم وما هي عقيدتنا التي
استوحيناها من الروايات بخصوص القلم وبالتأكيد لايقصد من القلم التعبير
الساذج بل القلم الذي علم به الخفايا والاسرار (وعلم آدم الاسماء كلها ) (علم الانسان ما لم يعلم) وافرد سورة كاملة بأسم القلم (ن والقلم ومايسطرون) وذلك عالم الملكوت الذي يشير اليه من خلال هذا الامر الذي نتكلم عنه .
فعلينا التدبر فبي آيات الله وليس ما ذكرته تفسيراً للسورة المباركة بل هو
تدبر وتلمس لما وراء الذكر الحكيم , فمن اليوم افتحوا قلوبكم للذكر الحكيم
وحاولو الوقوف على الخفايا واللطائف في كتاب الله . وليس ثمة لذة وراء ما
تكتشفه بنفسك
والحمد لله رب العالمين