في يناير/كانون الثاني 2011 وصف الرئيس التنفيذي لشركة نوكيا الفنلندية ستيفن إيلوب -الذي لم يكن أمضى في منصبه بذلك الوقت أربعة أشهر- الوضع المأساوي لنوكيا، بقوله إنها تقف على منصة تحترق. وبعد نحو عام ونصف من تلك التصريحات، فشل هاتفها الموعود "لوميا" في إنعاش مبيعات الشركة بينما لا يزال وضعها يبدو واهيا.
فعلى مدى خمس سنوات فقدت الشركة 90% من أسهمها، وصنفت اثنتان من بين ثلاث وكالات كبرى للتصنيف الائتماني ديونَ نوكيا بأنها غير مرغوب فيها.
ويتساءل المحللون: هل تخطو مايكروسوفت -التي كان يعمل فيها إيلوب والتي يدير هواتف لوميا نظام تشغيلها- لانتشال نوكيا، بعدما كانت الشركة الفنلندية نقطة عبورها الثمينة إلى سوق الهاتف الجوال؟
وعزا المحللون انحدار نوكيا -في جزء كبير منه- إلى تأخرها في الرد على شركة آبل التي أعاد هاتفها آيفون عام 2007 تعريف سوق الهواتف الذكية، ويرى البعض أن تزاوج شركتي مايكروسوفت ونوكيا هو الفرصة الأخيرة الممكنة لإنقاذ الأخيرة.
بالنسبة لمايكروسوفت فإن علاقتها بنوكيا مهمة لكونها كانت وسيلة دخولها الكبرى إلى سوق الهواتف الذكية بعد عقد من الابتعاد عن هذا السوق، وخلال تلك الفترة اختار مصنعو الهواتف الجوالة إما استخدام نظام التشغيل الخاص بهم -مثلما فعلت آبل- أو فضلوا أندرويد من شركة غوغل.
ويقول المحلل في شركة نورديا سامي ساركاميس- "إذا انتهت نوكيا بمواجهة صعوبات مالية، أعتقد بأن يد المساعدة ستكون ممدودة" من مايكروسوفت، لكن الشركتين رفضتا التعليق على هذا الرأي.
وتدفع مايكروسوفت لنوكيا فعليا مليار دولار سنويا مقابل تضمين نظام تشغيلها بهواتف لوميا، وهو أمر يرى مصرفيون في مجال الاستثمار على دراية بقطاع التقنية أنه دعم قد يمتد لأكثر من هذا المبلغ اذا استفحلت مشاكل نوكيا.
ولا يتوقع هؤلاء المصرفيون من مايكروسوفت أن تستحوذ على نوكيا، لكنها بالتأكيد ستمدها بمساعدات مالية تصل إلى عدة مليارات من الدولار، ويرى بعضهم في هذه االحالة أن يكون هذا الدعم على شكل قرض داخلي أو حصة بالشركة.
وفي ذات الوقت يقول بعض المصرفيين إنه من غير المرجح أن تكون نوكيا -التي تقدر قيمتها السوقية بنحو 9.3 مليارات يورو (12.2 مليار دولار)- هدفا لمصنعي هواتف جوالة آخرين بسبب اندماجها الوثيق بمايكروسوفت.
"
نوكيا قد تلجأ إلى تدوير أصولها كوسيلة لتحقيق مزيد من السيولة التي تحتاجها بشدة
"
بيع الأصول
ومع أنه من غير المرجح أن تستحوذ مايكروسوفت على نوكيا، فإن بعض المصرفيين والمحللين يشككون في نجاح الأخيرة في تدوير أصولها كوسيلة قد تلجأ إليها لتحقيق مزيد من السيولة التي تحتاجها بشدة.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت في وقت سابق عن مصدر مطلع على إستراتيجية الشركة، قوله إن نوكيا تجري حاليا محادثات لبيع شركتها "فيرتو" التي تصنع بعض أثمن الهواتف الجوالة في العالم، لكن بيع هذه الشركة لن يجني لنوكيا سوى بضع مئات من ملايين اليوروات.
ومن بين الأصول الأخرى المحتمل أن تقوم نوكيا ببيعها هي محفظة ملكيتها الفكرية التي يصفها مصرفي رابع بأنها "الأفضل في الصناعة"، لكنه يضيف أنه من المرجح أن تحث مايكروسوفت نوكيا على عدم بيع براءات اختراعها تحت أي ظرف لأنها لا تريد لها أن تقع بأيدي غوغل.
أما الأصل الآخر الوحيد الذي قد تفكر نوكيا في بيعه فهو حصتها من شبكات نوكيا سيمنز (أن.أس.أن). وكانت الشركتان نوكيا وسيمنز قد حاولتا بيع "أن.أس.أن" العام الماضي، لكن العملية فشلت بسبب خلافات على السعر، لكن البيع الآن قد يتحقق له النجاح أكثر من أي وقت آخر.