اذا كنا فيما مضى نقبل التصريحات المستفزة لبعض المدربين والاداريين من باب ان ذلك يأتي في اطار الحرب النفسية الكروية على الفرق الاخرى، فان الوضع الراهن الذي يعج بالتحفز والفتن والاختلافات يدعو الجميع في مجال كرة القدم الى الحذر والتروي فيما يخرج من افواههم.
لان لغة التحدي والاستفزاز لن يكون مردودها على صاحب التصريح فقط بل قد يتعدى ويصل الى اشعال الفتن ويزيد من المشاكل التي يمكن تجنبها لو ان هذا المسئول او ذاك، التزم الصمت مالم يقل خيرا.
ولعل غياب الحسم من اتحاد الكرة .. واتباعه للوائح عقابية لاتجدي في مثل هذه الظروف قد تعجل بكوارث نحن في غنى عنها.
فمثلا.. اتخذت لجنة المسابقات مؤخرا عقوبة مالية على الاهلي والزمالك بتغريم الاول 15 ألف جنيه والثاني 25 الف بسبب هتافات جماهير الناديين، وهي عقوبة يعلم الذين اتخذوها انها لن تمنع سبّاب ولا تردع شتّام ، كما انها لن تضلع ناديين يتعاملان بالملايين في عقود اللاعبين والمدربين.
والغريب ان اتحاد الكرة يتعامل بشكل متواري مبني للمجهول وهو يتعامل مع تصريحات ابراهيم حسن مدير الكرة بالزمالك الذي دخل في مباراة ساخنة مع جماهير الاهلي وتحديدا " الالتراس".
فخرج علينا مصدر بالجبلاية يقول لو ان هناك دليلا على مايقوله ابراهيم سنعاقبه رغم ان هيمة يتحدث في الفضائيات جهارا نهارا، لدرجة اننا اصبحنا على موعد اسبوعي مع فاصل من التصريحات التي يعتبرها البعض مستفزة لابراهيم حسن عقب كل مباراة لفريقه، ويتبعها في مباريات الاهلي هتافات جماعية من الجماهير للرد عليه وغالبا ماتكون مصحوبة بكل ماترفض الاذن سماعه حياء وخجلا..!
ولان قرارات وعقوبات اتحاد الكرة لاتحمي ولاتمنع من التكرار، فقد استمرت الملاسنات والتنابز بين ابراهيم حسن ومؤيديه من جماهير الزمالك من ناحية وبين جماهير الالتراس الاهلوية من ناحية اخرى وهي مباراة الخاسر الوحيد فيها هو ابراهيم حسن لانه سينشغل عن فريقه وعن تحقيق انجاز يعد الاول له كاداري.
ولعل غياب اتحاد الكرة وتفاهة عقوباته، كانت السبب الرئيسي في اشعال هذه المعركة الكلامية التي لم تخلو من ولامؤاخذة " قلة الادب"، ولم يعد غريبا ان نسمع الفاظا خارجة تنهال من جمهور الاهلي على مدير الكرة بالزمالك.
كما لم يعد غريبا ان يستمرئ الاخير انتقاده اللاذع لرجال الجبلاية طالما استشعر ضعفهم وقلة حيلتهم، حتى انه وجه لهم انتقادا شديدا بعد إعلان لجنة شئون اللاعبين تأجيل فتح باب القيد إلى يوم 12 يوليو المقبل، واستثناء الاهلي من ذلك لتتاح له فرصة قيد لاعبيه فى القائمة الإفريقية.
وبالطبع نسي ابراهيم ان الزمالك لو كان قد استمر في بطولة افريقيا، وتم استثناؤه مثل الاهلي .. ما كان سيقبل اي نقد من الاندية الاخرى بخصوص استثناء ناديه مع الاهلي من القيد، بل كان سيخرج علينا - لافض فوه - بوابل من التصريحات يؤكد لنا فيها ان الزمالك في مهمة وطنية ولابد من استثنائه؟!
الاغرب ان عدلي القيعي المتحفظ دائما دخل هو الاخر على الخط وطالب الجهاز الفني للزمالك بعدم استفزاز الالتراس الاهلاوي لان الاخير سيرد، وكانه بهذا يزكي فكرة الرد، وقابله تصريح غير مقبول بالمرة من ابراهيم حسن وهو يتحدث عن سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالاهلي وقال انه لن يرد عليه – اي سيد- لانه ليس من سنه.
وفي تصريح اخر نسب اليه لو صح يدخل في اطار العيب حيث قال انه لن يرد عليه لان سيد متربي في حجره.. هل هذا كلام مسئول يبحث لنفسه عن انجاز بعد ان خسر الدوري والكاس الموسم الماضي وخرج هذا الموسم من بطولة افريقيا؟! وهل يقبل الكابتن" هيمة" هذا الكلام ممن هم اكبر منه في السن والمنزلة الكروية؟.. هل يقبل ذلك – مثلا - من الكابتن زيزو الذي كان اول من اختاره هو وتوءمه حسام في اختبارات الاهلي.. حيث كان زيزو حينذاك رجلا يافعا والتوءم ولامؤاخذة عيال!
اخيرا .. اذا كانت لجنة المسابقات ستتحجج بانها تطبق اللوائح فيما يردها من تقارير، فاين لجنة الانضباط الخاملة، ولماذا لاتخرج علينا بقرارات صارمة.. تحد من هذا الانحطاط.. ؟!